الحياة لعبة غير منتهية


عزيزي، تخيّل أنّك تلعب لعبة وتعتمد اللعبة على الوقت في إنجاز عدد من المهام المكّلف بها وقدْ بلغْتَ الذروة في الاستمتاع باللعبة وأنجزت عدداً لا بأس به من المهام الموكّلة إليك في اللعبة، وفجأة قاطعتك جملة تخبرك بأن اللّعبة قد انتهت وأنّك خاسر !

بالرّغم من أنّك قد شارفت على إنجاز المهام ولكّنك غفلت عن الزمن المقدّر لإنجاز المهام

بالتأكيد سوف تستدرك نفسك بجملة “لقد نسيت الوقت” !

الآن يا صديقي، ..

الحياة لعبة غير منتهية :

أسقط تجربة اللعبة على الحياة بحيث أنّ الحياة هي المدمار وأنّ أهدافك هي المهام والوقت هو الوقت ، الفارق بين اللعبة والحياة كبير بالتأكيد ولا وجه مقارنة ، لكن على سبيل المثال لا الحصر ..

اللعبة ما إن خسرت ذهب كلّ شيئ إلى أدراج الرّياح ، والدليل أنّك ستضطر إلى البدء في اللعبة من جديد،

 أمّا الحياة ..

فيها فرص متجددة، بحيث لو خسرت فرصة، أمامك فرصٌ كي تستعيد وتعوّض .

حدد ماذا تريد :

تخيّل أنّ لاعب كرة القدم يلعب في الملعب دون وجود هدف، هل سيجل ؟

وأنت كذلك أخي القارئ ، لكي تسجّل عليك أن تحدد ماذا تريد أن تكون وماذا تريده في الوقت الحالي وإلى ماذا تريد أن تصل وأن تتذكر هدفك باستمرار وأن تكون على ثقة أنه يستحق العمل لأجله والعناء للوصول إليه ولا تنسى عزيزي عامل الزّمن كي لا يضيع كلّ ما وصلت إليه هباءً .

تحقيق الأهداف لن يأتي على طبقٍ من ذهب :

أخي الفاضل، لو كنت تتخيل أن الجلوس في المنزل وقضاء الأوقات في اللّهو وانتظار الأشياء أن تأتي لك فأنت واهم، جاهل، في هذا الحياة منطق الراحة غير مدرج ضمن قوانين الإنسان النّاجح عليك بالعمل ثم العمل فالعمل حتى تحصل على ما تريد فليس من المعقول أن تصعد السّلّم لآخر درجة وأنت لا تضع قدمُك على الدرجة الأولى، عليك أن تبحث عن طرف الخيط عليك أن تحاول ولا تيأس ربما ذلك يستغرق وقتاً وجهداً لكن في النّهاية مصيرك أن تصل، فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة !

هل وجدّت ما توقعت  ؟

عزيزي، هل وجدّت ما كنت تبحث عنه ؟ هذا السؤال عليك أن تجيب عليه وتذكّر أن تكون واضحاً دائماً وأبداً في جُلّ أمرك وحتى مع الآخرين لأنّ هذا يزيل الغمام عن الكثير الكثير عنك ولك.

من سنن الكون التي وضعها خالقه سبحانه وتعالى أنّ من اجتهد وبحث، وخططّ وعمل .. أن يصل ويجد ما كان يبحث عنه ، فاستعن بالله ولا تعجز .

قيّم أداءكْ :

تحتاج يا فاضل إلى أن تعرف نفسك أين أنت من هدفك وهل أنت راضٍ ممّا تقدّم؟ أيضاً هل أنت في المكان الصحيح ؟ عليك بين الحين والآخر أن تقيّمَ نفسك وتطلب العون من الله أنْ يتمم لك أمورك على خير .

نصيحة :

عزيزي، قارئي ما هذه الكلمات إلّا كي نسترشد بها معاً وسوّياً على طريقنا طريق النّجاح، فطريقنا واحد ما دمنا مسلمين واعلم أنّ ما من حدث مررتَ به تذكّر أنك لسْتَ الوحيد الذي مرّ به فالأغلبية لهم ظروفهم في هذه الحياة لكنْ استدرك نفسك قبل أن تفتك بك هذه الأمور وكُن أنت المتحكم ودائماً الإنسان أقوى من كلّ الظّروف، اخرج من قوقعتك واطرق باب نجاحك فهو دائماً بانتظارك ما دمت أنّك عزمت على دخوله برغم كل ما يحيط بك .

ما رأيك ؟